كيف تعزز موضوعات المحادثة التواصل الإجتماعي أو تقضي عليه
توقّف قليلًا عن اختيار موضوعات المال والجنس والمشاكل الشخصية لبدء محادثة ما.
يقابل الكثير منا أشخاصًا جدد كل أسبوع: في العمل أو المدرسة أو محل البقالة. لكننا لا نتذكّر سوى جزءًا صغيرًا من هذه الوجوه الجديدة. لماذا؟ توضح نتائج البحث أن هذا الأمر لا يعتمد في معظم الحالات على المستوى الجسدي بل على المضمون. وفي أفضل الحالات أو أسوئها، نحن نتذكر الأشخاص بناءً على ما يقولونه أو ما يجعلونا نشعر به. وعلى هذا المنوال، نحن نحب أن نُسأل عن أنفسنا طالما أن الشخص الغريب لن يصبح مقرّبًا بسرعة كبيرة جدًا.
موضوعي أو محرّم
فحص هاي يون لي وآخرون (2020) تأثير الموضوعات المحرّمة على تشكيل الانطباع. لقد حقّقوا في كيفية تأثير بعض الموضوعات مثل الدين والإعتقال والوزن على تشكيل الانطباع إلى جانب أداء المهام. في هذه الدراسة، أجرت 109 امرأة محادثة مع امرأة أخرى يُعتقد أنها زميلة مشاركة، لكنها كانت في الحقيقة متحالفة مع فريق البحث. وقد تلاعب الباحثون بموضوعات المحادثة وأداء مهمة هذه المتحالفة. ثم قاسوا مدى رضى المشتركات عن هذا التواصل وتصوّرهم للجاذبية الجسدية والاجتماعية وجاذبية المهمة وأدائهم للمهام. لقد وجد لي والآخرون أن المشاركات المتحالفات اللاتي ناقشن المواضيع المناسبة، بدلًا من المواضيع المحظورة، تركن انطباعات أكثر إيجابية وأدّين مهمتهن بشكل إيجابي أكثر.
يحثّ الإفصاح المعاملة بالمِثل
لاحظ الباحثون أن الكشف الحقيقي والدقيق عن الذات له فوائد على الصحة النفسية. إذ عندما يكون الوقت مناسبًا، يشجّع الكشف عن الذات على تطوير العلاقات ويخلق شعورًا بالتقارب والاتصال.
وقد تشمل المواضيع المناسبة مشاركة المهنة أو الهوايات، لأن مثل هذه المعلومات تساعد على بناء أساس للعلاقات. ويعد الكشف عن الذات عنصر رئيسي عند تكوين الصداقات والحفاظ عليها. ومن ناحية أخرى، يمكن أن ينتج عن ذلك الكثير من الأشياء الجيدة.
لاحظ لي والآخرون أنه وفقًا لنظرية الذكاء الاجتماعية فإن الكشف المبكر جدًا عن الذات قد يكون ضارًا بعض الشي، مما يجعل الفرد الذي يتكلم عن نفسه بشكل مفرط يبدو مختلًا وظيفيًا. بالإضافة إلى ذلك، يشعر الفرد المتلقي بثقل المهمة عليه، إذ إنه مطالب بالقدر نفسه من الإفصاح عن ذاته وهذا ما يجعله غير مرتاح.
إن الأعراف الإجتماعية والتقاليد هي التي تحدّد مدى العمق المناسب وكمية الكشف عن الذات. على سبيل المثال، يؤدي انتهاك هذه الأعراف من خلال طرح مواضيع محظورة أثناء المحادثة إلى خلق شعور بعدم الراحة والتهديد المحتمل.
تجنّب الإفصاح الكثير في وقت مبكر جدًا
يكون الإفصاح بين الأفراد بوتيرة تجعل الطرفين مرتاحين، كما أنه يعتمد على نوع العلاقة. لاحظ لي والآخرون أنه، وفي البداية، تتعامل الأطراف ضمن معايير المعاملة بالمِثل، مستخدمين السؤال: «من أين أنت؟» كبداية لبدء التعارف. كما لاحظوا أنه من غير الملائم رفض الإفصاح عن معلومات عن تَوقّع الإجابة. وعلى النقيض، فإنه من غير الملائم الإفصاح عن المعلومات في الوقت غير المناسب. أحد الأمثلة على هذا، هو ذلك الشخص الذي يستمر في طرح الأسئلة الاستقصائية باستمرار مع الحفاظ على خصوصية تفاصيله الشخصية.
ووفقًا للجدول الزمني للموضوع، لاحظ الباحثون أنه خلال أول ساعتين من المحادثة سيكون من غير المناسب مشاركة المعلومات المتعلقة بالدخل أو السلوك الجنسي أو المشاكل الشخصية. وقد تشتمل المواضيع الملائمة على الرياضة والأحداث الجارية أو المناسبات الثقافية أو تقديم التهاني والتبريكات. بينما تتضمن الموضوعات المحرّمة السياسة والجنس والدين والمال. وتشير أبحاث أخرى (تشنغ 2003) إلى أن مناقشة الموضوعات المحظورة مثل العنصرية النمطية ضد العِرق والدين يمكنها أن تشكل تهديدًا للجميع وللصورة الذاتية العامة مسببةً الإحراج للطرفين والإحساس بالإهانة وعدم الراحة.
الجذب الموضوعي
لاحظ لي والآخرون أن الإفصاح الذاتي الملائم يعزّز من الجذب الاجتماعي. ويبدو أن زبدة القول هي أنه أثناء تطوير العلاقة، سواءً كانت شخصية أو مهنية، فإن اتباع المعايير الاجتماعية والثقافية المناسبة فيما يتعلق بالإفصاح المناسب عن الذات سيؤدي إلى النظر إلى المتحدث على أنه أكثر جاذبية وكفاءة، ومن المرجّح أن يُتَذكّر باعتزاز.
- ترجمة: غزل عزام
- تدقيق علمي ولغوي: عبير ياسين
- المصادر: 1