وجد العلماء الجينات التي تجعل قنديل البحر الخالد خالدًا
مرارًا وتكرارًا
قد يكمن سر الخلود داخل قنديل بحر أصغر من ظفر الإنسان. لهذا السبب قضى العلماء العقود الماضية في محاولة لكشف أسرار Turritopsis dohrnii، المعروف أكثر بقنديل البحر الخالد.
نشر باحثون من جامعة دي أوفيدو في إسبانيا عام 2022 بحثًا جديدًا في مجلة Proceedings of the National Academy of Science (PNAS)، قد يساعد في حل هذا اللغز. وبإيجاز، يبدو أن قنديل البحر الخالد يمتلك نسختين من الجينات المرتبطة بالإصلاح والحماية، وهي ضعف العدد الموجود لدى قريبه الفاني، قنديل البحر القرمزي المعروف ب Turritopsis rubra.
لقد كتب المؤلفون في هذا البحث: «في حين تؤثر الشيخوخة على معظم الكائنات، فإن Turritopsis dohrnii هو النوع الوحيد القادر على التجدّد بشكل متكرر بعد التكاثر الجنسي، مما يجعله خالدًا بيولوجيًا. لقد حدّدنا التغيرات والتوسعات في الجينات المرتبطة بالتكاثر وإصلاح الحمض النووي، وصيانة التيلوميرات، وبيئة الأكسدة والاختزال، ومجموعة الخلايا الجذعية، والتواصل بين الخلايا».
خوذة صلبة
يعد إصلاح الحمض النووي والتيلوميرات أمرًا مهمًا بشكل خاص لهذا الكائن. فعندما تكون الأوقات عصيبة أو يتضور القنديل جوعًا، فإنه يعيد إمتصاص مجسّاته ويغوص إلى قاع البحر، حيث يتحوّل إلى سليلة (أو مديخ) صغير، ومن ثم ينبت المزيد من القناديل غير المكتملة التي ستنضج في نهاية المطاف إلى قنديل مكتمل ناضج.
تعتبر التيلوميرات في القناديل كخوذات صغيرة للحمض النووي، فهي تحمي نهايات الخيوط الكروموسومية أثناء التكاثر. وفي العادة، تصبح التيلوميرات أصغر وتُستهلك أثناء العملية، ولكن هذا الأمر يختلف مع Turritopsis dohrnii.
من السهل حسد قنديل البحر الخالد، ولكن من المهم توخي الحذر بالقدر نفسه. إذ ما زلنا لا نعلم كيف يمكن ل Turritopsis dohrnii تعديل خلاياه بهذه السهولة. وعلى المستوى الدلالي والفلسفي، لا يزال من غير الواضح ما إذا كانت القناديل المكتملة الناتجة هي الأفراد نفسها أم لا.
ما زال لدى الباحثين سبب للحماس، إذ يصف أحد أفضل مقاطع الفيديوهات التوضيحية على الويب كيفية تعلّم استبدال خلايا الدماغ، على سبيل المثال، الأمر الذي يفتح الباب لعلاجات جديدة لأمراض لم يتمكن البشر من علاجها مثل الباركنسون أو الزهايمر.
وفي بيان له، أكد مؤلف الدراسة وأستاذ جامعة دي أوفيدو أن الفريق يأمل في اكتشاف يساعد البشر على العيش لفترة أطول.
إذ قال كارلوس لوبيز أوتين: «من خلال هذه المعرفة، نأمل اكتشاف إجابات أفضل للعديد من الأمراض المرتبطة بالشيخوخة والمنتشرة في أيامنا هذه».
- ترجمة: مريم مجدي
- تدقيق علمي ولغوي: عبير ياسين
- المصادر: 1