كيف يمكن أن تبدو الكائنات الفضائية؟

يُعتبر البحث عن وجود حياة فضائية من أعظم مهام الجنس البشري، لكنه قد لا يشبه أي شيء قد سبق ورأيناه على وجه الأرض.

أنعيش وحدنا في هذا الكون؟ إنها واحدة من أكبر الغاز الحياة التي اكتشفها الخيال العلمي وعلماء مشابهون. ولكن إذا كان للفضائيين حياة على كواكب أخرى فكيف من الممكن ان تبدو؟

ويقول الخبراء لموقع live science أن الكائنات الخضراء الصغيرة أو الكائنات المفترسة شاهقة الطول تُعتبر من الصور النمطية للكائنات الفضائية في الأفلام، إلا أن أي كائنات فضائية قد تكون موجودة من غير المرجح أن تبدو كتلك الشخصيات. على العكس، فإن البيئة الفريدة للأقمار أو الكواكب الخارجية التي يعتبرها الفضائيون موطناً لهم يمكن أن تجعل بنيتهم مختلفة تماماً عن أي شيء موجود على الأرض.

وقال آدم فرانك، أستاذ الفيزياء الفلكية في جامعة روتشستر لموقع live science أن بعض الكائنات الفضائية قد تتطور لتطير عبر سماء كوكبها فقط بسبب كثافة الغلاف الجوي. وأضاف أيضا أنّ الكائنات الفضائية قد تصبح أكثر متانة وثباتاً “كما الفيلة” في حالات الكواكب ذات الجاذبية العالية.

كما تقول فالنتينا اراستوفا زميلة مستشار الكيمياء في جامعة ادنبرة ل live science أنه ربما تتطور الحياة لتعيش تلك الكائنات تحت الأرض. إن كان للكواكب مستويات عالية من الإشعاع التي لا تمتصها طبقة الأوزون فقد يؤدي ذلك إلى حياة تحت الأرض مُتخذة التربة كحماية لها، وفي هذه الحالة تقترح اراستوفا الحياة البسيطة متعددة الخلايا قد تبدو شبيهة للفطريات. بينما نرى عادةً الجسم المثمر للفطر فوق سطح الأرض، فإن معظم حياته تحدث فعليا تحت الأرض في شبكة واسعة من الجذور التي تدعى الجذريات الفطرية.

وقالت اراستوفا: حتى على الأرض هناك أنواع مختلفة من أشكال الحياة داخل الأرض أكثر من المشي فوقها.

قال فرانك إن التكيف المحتمل الآخر سيكون كائنات فضائية ذات عملية استقلاب بطيئة جدا ويعود السبب لدرجة الحرارة الباردة في موطنها الأصلي.

ويضيف فرانك أن تايتن، أكبر اقمار زحل، هو مثال جيد لعالم شديد البرودة والذي يتوقع العلماء أنه ربما يُعتبر موطنا لحياة متطرفة في بحر الميثان. يعد حيوان الكسلان على الأرض مثالاً عن الحيوانات ذات الاستقلاب البطيء للغاية، حيث يبلغ عندها 40% الى 45% فقط من الحيوانات الأخرى بنفس حجمها، والتي تتحرك ببطء شديد نتيجة لذلك.

هل سيبدو الفضائيون كالبشر؟

ومع ذلك، في حين أن اكتشاف هذه الكائنات الفضائية ذات المظهر الجامح سيكون أمراً مذهلاً، إلا أن أي حياة خارجية قد تكون أبسط بكثير من الكائنات الحية الطائرة أو القوية أو الشبيهة بالفطريات أو المتوهجة.

قالت سارة روهايمر، الأستاذة المساعدة في علم الفلك والفيزياء الفلكية بجامعة يورك في تورونتو، لموقع Live Science في رسالة بالبريد الإلكتروني: من المرجح أكثر ان تكون الحياة خلية واحدة، في معظم الأوقات على الأرض كانت الحياة الميكروبية هي الوحيدة الموجودة، وحتى يومنا هذا فإن المحيط الحيوي أغلبه من الميكروبات.

قد يكون اكتشاف حياة خلية واحدة من الأرض مهمة صعبة، لكن واحدة من الطرق التي يقترحها العلماء لحل هذه المشكلة هي البحث عن دليل على وجود حياة التي لربما تركتها الميكروبات خلفها. وفي دراسة نشرت عام 2019 في مجلة Astrobiology أن بنية كربونات الكالسيوم المتروكة في الينابيع الساخنة الجافة قد تتشكل بواسطة الحصائر الساخنة الشبيهة بالباستا من ميكروبات خارج كوكب الأرض. واقترح العلماء أن العثور على مثل هذه التشكيلات على كواكب اخرى قد يشير إلى مصدر واعد من الميكروبات المتحجرة.

مع ذلك، إذا تطورت حياة الفضائيين لحياة متعددة الخلايا، تقول روهايمر أنه يبقى من غير المحتمل أن يبدو الفضائيين تماماً كالبشر. وقال فرانك إن علم وظائف الأعضاء الفريد خاصتنا هو نتيجة التطور في بيئة أرضية فريدة من نوعها بالإضافة الى الكثير من الحظ.

ولكن مع ذلك، ربما لا تزال حياة الفضائيين تتمتع ببعض السمات المشابهة للحيوانات نتيجة التطور المتقارب، يقول روهايمر على سبيل المثال, عيون لرؤية البيئة، وأطراف أو أجنحة لتعبر، لكن هنا يكون حيث تنتهي أوجه التشابه.

بالتأكيد، بُنيت هذه الأفكار على افتراض أن الحياة خارج كوكب الارض ستحتاج إلى أساسيات مماثلة للحياة على الأرض، كالماء، وضوء الشمس، والأكسجين للبقاء حية. ومن الممكن أن تتطور الحياة على الكواكب الاخرى بطرق مختلفة تماماً، او حتى ببنية عنصرية مختلفة كلياً.

على سبيل المثال، الكثير من المخلوقات الفضائية من الخيال العلمي تتكون من السيليكون عوضاً عن الكربون المتواجد في الحياة على سطح الأرض، وفي مجال دراسي فيه الكثير من الأمور المجهولة، فإن روهايمر على الأقل واثقة أن هذه الفكرة مستبعدة.

وأضافت: يعد الكربون أكثر وفرة من السيليكون ويشكل كيمياء أكثر تعقيداً، لكن الشيء الوحيد المتأكدة من صحته هو أننا لا نملك أدنى فكرة عما سيبدو عليه الفضائيين.

  • ترجمة: الأميرة شام أجرزو
  • تدقيق علمي ولغوي: حلا سليمان
  • المصادر: 1